إن المسيحية ليست مجموعة نظريات أو فلسفات ..وهى ليست مجرد مجموعة مبادئ أو سلوك أو عقائد أو أخلاقيات، المسيحية أساساً علاقة شخصية بين الله والإنسان في المسيح.. فهي تعني حياة المسيح فينا.
ويتم ذلك بتسليم أنفسنا له بالكامل بالفكر والعاطفة والإرادة معاً. تصور معي انساناً مريضا يدرك بعقله أنه مريض ويحتاج لعلاج ويشعر بأعراض المرض ويحس بالألم بمشاعره. هل ادراكه العقلي وشعوره الحسي يكفي لشفائه؟ أم أن عليه أن يتحرك ويذهب الي الطبيب للعلاج؟
هكذا نحن في علاقتنا بالمسيح. لا يكفي أن نقتنع عقلياً به، بل يجب أن يتبع ذلك عمل إرادي هو قبول المسيح رباً ومخلصاً..
إن قرار قبول المسيح مخلصاً شخصياً
هو أعظم وأهم قرار أخذته في حياتك.
وسوف يؤثر هذا القرار علي أهدافك وأولويات حياتك ويسير بك حتي تصبح معه في السماء، فهو يعدنا بأنه سوف يأتي ثانية حين قال
وأخذكم حتي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً .
ما أروع أن نكون معه..
ولكن .. هل أنت متاكد أنك ستكون معه ؟
هل انت متاكد انك ابن الله ؟
تعالى نتعرف على امكانية ذلك .
أولا : يقين الخلاص يُؤسس علي كلمة الله .
أول شئ تعلنه لنا كلمة الله أن :
1. المسيح يعيش في قلب كل من قبله:
قد تقول: طلبت المسيح ليسكن قلبي. كيف أتاكد أنه دخل قلبي؟ نوجه نظرك إلي وعد الرب
في الكتاب المقدس في سفر ( الرؤيا 3 : 20 )
هانذا واقف علي الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل اليه واتعشي معه وهو معي
الباب هنا باب قلبك فان كنت قد فتحت له الباب بعمل إرادي _ هذا دور الانسان _ فإنه بناء علي وعده يكون قد دخل قلبك. وهذا دور الله الذي يحفظ وعده دائماً..
ويترتب علي ذلك أنه:
2- اذا كان المسيح فيك فلك الحياة الابدية:
وقد تقول هل يعني ذلك ضمان الحياة الابدية لي في السماء؟ نعم . وكلمات الرسول يوحنا في رسالته الاولي ( 5 :9 _ 13 ) تؤكد أن الله الذي يشهد بذلك وشهادة الله لاجدال حول صدقها. إن من يشك في ذلك يجعل الله كاذباً.. إذ يُعلن الله أن من له ابن الله _ فله الحياة الابدية وفي هذا تاكيد أن لنا الحياة الأبدية، بدون أي شك.
ثانيا : يقين الخلاص لا يُؤسس علي المشاعر :
قد تقول أنك لم تختبر مشاعر وعواطف وأحاسيس حادة ملموسة. وأقول لك أن البعض يختبر عواطف عاصفة مثل" شاول الطرسوسي" عند قبوله سيادة المسيح وتحوله الى" بولس الرسول ". لكن هناك تلميذه " تيموثاوس " الذي لم يمر باختبارات عاطفية، بل انتقل إليه الإيمان بهدوء عذب من أمه وجدته (2تي 1 : 5)
يحصل الانسان عند مولده الجسدي علي اسم عائلة... وميراث وثروة... وعناية وحماية الأسرة... ومحبة الوالدين.... ويحصل كذلك عند مولده الروحي علي البنوة لله... والحياة الأبدية... والميراث الروحي ومحبة الله... وعنايته وحمايته كل ذلك اعتماداً علي مواعيد الله الثابتة لا علي مشاعر الإنسان المتقلبة.
..أسمعك تقول الآن: المسيح في قلبي، أملك يقينا ثابتاً في ذلك بناء علي وعده في كلمته،
لكن أخشى أن يتركني بعد ذلك إن اقترفت خطية وعُدت الي سلوكي السابق.. أقول لك:
ثالثاً :يقين الخلاص يُؤسس علي غفران الله لا علي ضعفات وسلوك البشر:
لا تخف، مستحيل أن يحدث ذلك،ويعدنا المسيح في (يوحنا 10 : 27 _ 30 ) بأنه :
خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني.
وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي.
أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي.
* يعطينا حياة أبدية..
* لن نهلك إلى الأبد..
* يحفظنا ولن يخطفنا أحد من يده..
الا يؤكد ذلك لك أنك اصبحت ابنا لله. إن هذا التاكيد لو اعتمد علي ما ستعمله فسينهار حتماً، ذلك لأننا مُعرضين كل الوقت أن نخطئ، أنك لو ظننت أن صلاحك هو الذي يربطك بالمسيح، فالشك في نوال الحياة الابدية سيكون من نصيبك حال فعلك أي خطأ، لكن يأتي اليقين الينا عندما تعرف أن الله هو الممُسك بنا ويضمن لنا الإستمرار، فهو الذي بدء فينا العمل الصالح وهو القادر أن يجعلنا نثمر فيه (فليبي 1 : 6).
واثقاً بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يُكمل إلى يوم يسوع المسيح
رابعاً :يقين الخلاص يُؤسس علي شهادة الروح القدس في داخلنا :
نقرأ في ( رومية 8 : 16 ) " أن روح الله يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله "
فروح الله في داخلنا يؤكد لنا بهجة الخلاص ويقين الغفران ويملانا بالسلام .
خامساً :يقين الخلاص يُؤسس علي التغيير الذي يحدث في حياتك :
( 1 يوحنا 2 : 3 _ 6 ) .. فالحياة الجديدة التي وضعها فيك الله ستجعلك تحفظ الوصايا وتعمل بها، مما يؤكد لك أنك أبناً لله.
في النهاية أصرف وقتاً في التفكير في الحقائق السابقة، ثم صلي طالباً من الله أن يثبت يقينك في التغيير الذي حدث في حياتك، أنت الآن ابن من أبناء الله بالتبني..
أنت الآن تحيا الحياة الجديدة في المسيح وقد وهبك الله الحياة الأبدية ...
وقد غُفرت كل خطاياك.